الاثنين، 4 أبريل 2016

تطبيقات نظام اليسير لإدارة المكتبات ومراكز مصادر التعلم

تطبيقات نظام اليسير لإدارة المكتبات ومراكز مصادر التعلم  
د.مروة السيد سعيد حسن عماشة
محاضر بجامعة الجوف



مستخلص
هدف البحث التعرف على (نظام اليسير لإدارة المكتبات ومراكز مصادر التعلم) وما يتضمنه من نظم فرعية بالإضافة إلى دراسة نشأة وتطور النظام بإصداراته المختلفة، واستخدامه بالمكتبات الجامعية ومراكز مصادر التعلم من قبل أخصائي المكتبات والمستفيدين للوقوف على مزاياه وعيوبه وإلقاء الضوء على جوانب القوة ومواطن الضعف، مستخدمة منهج دراسة الحالة بجانب المنهج المسحي الميداني لتجميع البيانات والمعلومات من مكتبات العينة عن طريق أدوات جمع البيانات.
     وكان من أهم نتائج البحث :
·       سهولة الاستخدام بحيث يحتاج لخبرة بسيطة في التعامل مع الحاسبات الالكترونية
·       انتشار استخدام نظام اليسير بالمملكة العربية السعودية مقارنة عن غيرها من الدول العربية الأخرى.
·       يشتمل النظام على واجهة باللغة العربية فقط.
·   يعتبر نظام اليسير من النظم المجانية وليس نظام مفتوح المصدر ولا يصنف ضمن الأنظمة الآلية المتكاملة لافتقاده بعض الأنظمة الفرعية.
وأوصى البحث بـضرورة:
·       العمل على تحديث وتطوير النظام من قبل الجهة المصدرة.
·       إعادة هيكلة النظم الفرعية داخل نظام اليسير.
·   إضافة وظائف أخرى لنظام اليسير(التزويد، ضبط المسلسلات، الإعارة بين المكتبات، إدارة المجموعات الرقمية، الإحاطة الجارية، البث الانتقائي للمعلومات، الخدمات الخارجية، حجز الأوعية والتجهيزات).

الكلمات المفتاحية :  النظم الآلية، تقييم النظم، نظام اليسير، أخصائي المعلومات، مراكز مصادر التعلم، الدعم الفني 

مقدمة:

انتشرت في الآونة الأخيرة التطبيقات التكنولوجية الحديثة، والتقنيات المتطورة في مجال المكتبات ومراكز المعلومات، التي حقق استخدامها العديد من الإمكانات، كالدقة والسرعة في تخزين كم هائل من البيانات في مساحة تخزينية صغيرة جدا، مع إمكانية الفرز، والتحديث الفوري لهذه البيانات، وكذلك توفير الجهد البشري المبذول في إعداد هذه البيانات، وتحقيق قدر كبير من التكامل أو المشاركة في البيانات المتوافرة لدى المؤسسات، وخلق خدمات جديدة لم تكن موجودة من قبل، مما دفع بالمكتبات إلى التخلي عن الأساليب التقليدية في العمل واستخدام الحاسبات في جميع الأنشطة والعمليات التي تؤديها المكتبات بداخلها، بداية من استخدامها في عمليات إعداد الفهارس المطبوعة، ومرورًا باستخدامها في عمليات الإعارة، ووصولًا لاستخدامها في كافة المهام والعمليات المكتبية([1]).

ومن ضمن هذه النظم العربية التي تتوافر فيها الميزات السالف ذكرها:
(نظام اليسير) الذي تم اعتماده من جانب وزارة التربية والتعليم، (أسماء محمد السيد إبراهيم، 2006) على اعتبار أنه نظام فهرسة إلكترونية، يتسع ليشمل كافة أنواع الأوعية المطبوعة وغير المطبوعة، كما يحتوي على نظام للإعارة بما في ذلك إعارة المجموعات، كما يحتوي على نظام الدوريات الذي يتيح تكشيف المقالات والبحث فيها ونظام الجرد والتقارير وطباعة أنواع متعددة من التقارير مثل : العهدة، الإعارة، الملصقات، الخدمات المدرسية التي تشتمل على عدد من الأدوات التي تساعد أخصائي المكتبة على إدارة عمله بشكل جيد مثل: الإحصائيات المختلفة للطلاب، إحصائيات الاستعارات، سجل استعارة الكتب خلال فترة معينة، الطلاب الأوائل في عدد الزيارات، قائمة بالمترددين على المكتبة، زيارات الفصول، سجل نشاط المكتبة الشهري، وكذلك استيراد وتصدير البيانات. ولذلك كان هدف هذه الدراسة هو إلقاء الضوء على نظام "اليسير"، وإبراز سماته وإمكاناته.
أهداف الدراسة:
1.    التعرف على نظام اليسير لإدارة المكتبات ومراكز مصادر التعلم.
2.    التعرف على مزايا وعيوب نظام "اليسير".
3.    رصد مشكلات تطبيقات نظام اليسير بالمكتبات الجامعية مراكز مصادر التعلم.
4.    التعرف على المشكلات والصعوبات التي تواجه المستخدمين والمستفيدين.
5.    إلقاء الضوء على جوانب القوة ومواطن الضعف والقصور فيه ومحاولة الوصول إلى مقترحات نحو تطويره.
6.    قياس مدى فاعلية نظام اليسير في تلبية احتياجات وخدمات وإدارة المكتبات الجامعية مراكز مصادر التعلم.

مشكلة الدراسة:
أمام ظهور العديد من النظم الآلية المستخدمة في المكتبات وإجراء العديد من الدراسات والأبحاث على هذه الأنظمة للتعرف عليها وتقييمها والاستفادة منها، ومن واقع استخدام الباحثة للنظام أثناء عملها بالمكتبات واشتراكها بالمنتدى الخاص بالنظام عبر الإنترنت وعلى اعتبار أن نظام اليسير متاح بالمجان للمستخدمين هنا بدأ الإحساس بالمشكلة، حيث تبين أن عددًا كبير من المكتبات في المملكة العربية السعودية على علم به وتستخدمه بكفاءة وفعالية، بالإضافة إلى مرور ما يقرب من عشر سنوات على إصداره كنظام متاح بالمجان، ولكل هذه الأسباب وغيرها كان لابد من دراسة النظام وقياس تطبيقاته بالمكتبات وتقييمها للوقوف على جوانب القوة ومواطن الضعف والمساهمة في إعطاء صورة عنه للاستفادة من خدماته ونشره في المكتبات.

تساؤلات الدراسة:
تسعى الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية:
·        ما نظام اليسير لإدارة المكتبات ومراكز مصادر التعلم؟
·        ما النظم الفرعية المتوفرة بنظام اليسير؟
·        ما مدى استخدام نظام اليسير من وجهة نظر أخصائي المكتبات؟
·        ما مدى تعامل المستفيدين مع نظام اليسير؟
أهمية الدراسة:            
ترجع أهمية هذه الدراسة إلى التعريف بنظام اليسير، وإبراز سماته وإمكانياته، وبيان أهميته، وتحديد جوانب القصور ونقاط التطوير اللازمة، من خلال تطبيقه بالمكتبات على ضوء المعايير والقواعد المتعارف عليها في هذا الصدد، وكذلك من وجهة نظر العاملين المستخدمين له وكذلك المستفيدين منه.
منهج الدراسة:
اتخذت الدراسة المنهج المسحي الميداني منهجًا لها، وذلك لتجميع البيانات والمعلومات من مكتبات العينة التي شملتها الدراسة، والتعرف على ظروف وطبيعة تطبيق نظام "اليسير" في كل منها، وللكشف عن إمكانيات النظام وبيان مظاهر القوة ومواطن الضعف التي تحتاج للتطوير، ولتطبيق هذا المنهج تم إعداد استبيانين إحداهما موجه لأخصائي المكتبات والآخر موجه للمستفيدين.
الدراسات السابقة:
        تعددت الدراسات التي تناولت موضوع (الأنظمة الآلية) وتقييمها في مجال المكتبات والمعلومات ، وقد تم عرض بعضها على النحو التالي :
-   دراسة أسامة محمود السيد (2000) تناول تجميع مجموعة من المعايير ومواصفات النظم الآلية في قائمة مراجعة ثم أجرى تقييمًا لنظام A-LIS مستخدمًا هذه القائمة. وقد انتهت هذه الدراسة إلى أن المعايير التي توصل إليها تصلح لتقييم أي نظام آلي.
-   دراسة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (2005) بهدف التعرف على المواصفات التقنية والوظيفية الإلزامية والاختيارية التي تلائم الاحتياجات الفعلية للمكتبات على اختلافها ووفقا للمعايير والتقنيات والبروتوكولات الدولية والوطنية من جهة، ووفقا لأحدث التقنيات في هذه التطبيقات من جهة أخرى. كما تهدف إلى تحديد آلية لاعتماد أي من النظم الآلية المتكاملة التي تستخدم في أنشطة المكتبات، وتقوم الوثيقة بعمل مسح شامل للوضع الحالي لتطبيقات النظم الآلية المتكاملة في المكتبات، وبيان مدى معياريتها ووفائها بالاحتياجات الوظيفية للمكتبات.
-   دراسة شريف كامل محمود شاهين (1991) وكان الهدف من هذه الدراسة استنباط مواصفات ومتطلبات النظام الآلي المناسب لاحتياجات نظام مكتبات جامعة القاهرة، وهذا بعد تحليل دقيق للنظام المتبع بها، واتبع الباحث في دراسته (منهج تحليل النظم)، وذلك من خلال تقييم وتحليل الوضع القائم بمكتبات الجامعة، بهدف الخروج بصورة واقعية متكاملة عن متطلبات ومواصفات هذا النظام كي يتناسب مع طبيعة هذه المكتبات من ناحية، ويناسب احتياجات مجتمع المستفيدين منها من ناحية أخرى. وخرجت الدراسة ببعض النتائج منها : الحاجة لتبني نظام آلي متكامل يغطي معظم العمليات المكتبية، يمكن لنظام DOBLIS/LIBIS أن يحقق معظم متطلبات النظام الآلي لمكتبات جامعة القاهرة، وأوصت الدراسة بضرورة التغلب على المشكلات الإدارية والتنظيمية والمالية التي تعوق إدخال النظام الآلي المتكامل في مكتبات جامعة القاهرة.
-   دراسة أسماء محمد السيد إبراهيم (2006)، حيث ركزت على تحليل نظام فيرجينيا الفني وإلقاء الضوء على كافة نظمه الفرعية من تزويد وفهرسة وإعارة وضبط للدوريات وإصدار للتقارير والإحصائيات ... إلخ.
-   سامح زينهم عبد الجواد (2002). تهدف الدراسة إلى عرض وتحليل مشروع تحسيب المكتبات بجامعة الأزهر باعتبارها تجربة رائدة في مجال المكتبات الجامعية، وذلك بالاعتماد على منهج دراسة الحالة، وكذلك تقييم وتحليل نظام شركة الجيزة لتحديد الخصائص المميزة له في ضوء المواصفات الوظيفية الواجب توافرها في نظام آلي متكامل للمكتبات الجامعية، وفي ضوء التطبيق على النظام تقييما وتحليلا. وانتهت الدراسة إلى عدة نتائج حول مشروع تحسيب المكتبات بجامعة الأزهر من جهة، وحول القدرات العامة لنظام شركة الجيزة ونظمه الفرعية المختلفة من جهة أخرى.

بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بــــــ ما نظام اليسير لإدارة المكتبات ومراكز مصادر التعلم؟
هو نظام من إصدارات وزارة التربية والتعليم بالسعودية وهي الجهة المسئولة عنه، ويعتبر من أفضل البرامج العربية المتميزة في مجال المكتبات والمعلومات يساعد كلًا من موظفي المكتبة وروادها للوصول إلى البيانات المطلوبة بأسرع وقت ممكن، وهو مناسب للمكتبات الصغيرة والمتوسطة التي لا يزيد عدد الأوعية فيها على 50000 خمسين ألف كتاب، ويقوم بجميع العمليات الفنية والإدارية اللازمة التي تتم في المكتبة ابتداءًا من لحظة دخول الكتاب وما يتبع ذلك انتهاءًا بوضعه على الرف، وكل ذلك يتم بشكل آلــي عن طريق الحاسب، وقد تم إقرار النظام من قبل الوزارة لاستخدامه في المكتبات ومراكز مصادر التعلم وجميع المكتبات التابعة للوزارة والمكتبات العامة حينما كانت تابعة للوزارة، وهي اليوم تستخدم النظام وذلك لما له من مميزات تجعل استخدامه أمرًا ملحًا في هذا الوقت. وقد تم تعميم استخدامه على جميع الإدارات. وقد أصبح اليوم النظام الوحيد المسموح باستخدامه في المكتبات ومراكز مصادر التعلم، وتمت إجازة نظام اليسير من قبل المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات والحاسب الآلي بالوزارة، كما تم الحصول على التصاريح اللازمة ولتسجيله بوزارة الثقافة والإعلام.
وجاء إنتاج نظام اليسير من قبل الإدارة العامة للمكتبات في وزارة التربية والتعليم السعودية ([2])على يد المبرمج والمطور لنظام اليسير ومنشئ منتدى اليسير محمد بن عبد الله المجيدل، وهو يعمل مديرًا لإدارة تقنية المعلومات وذلك تحت إشراف الدكتور إبراهيم بن عبد الله المسند ([3]) الذي يعمل مديرًا عامًا لأكاديمية الملك فهد في بون بألمانيا، انطلاقًا من حاجة الوزارة إلى نظام متوسط الحجم يفي بحاجات المكتبات العامة والمدرسية والجامعية، وفي الوقت نفسه يمتاز بالسهولة التي تناسب كافة مستويات المستخدمين بمن فيهم المستخدمون غير المتخصصين في مجال المكتبات، ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، وتم إنتاج النظام عام 2000، واستخدمت النسخة الأولى منه في إدارة الفهرسة والتصنيف بالإدارة العامة للمكتبات، وبعد التأكد من صلاحية النظام وإجازته من قبل المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات والحاسب الآلي بالوزارة والحصول على التصاريح اللازمة وتسجيله بوزارة الثقافة والإعلام بدأ استخدامه في الجهات التابعة للوزارة وغيرها وتمتلك الوزارة جميع حقوق إنتاج وتطوير وتوزيع النظام.([4])




([3]) كان يعمل وكيل وزارة مساعد للعلاقات الخارجية والمكتبات بوزارة التربية والتعليم وهو من المؤسسين الأساسيين للمنتدى اليسير ومن الداعمين.
([4]) محمد بن عبد الله المجيدل (مدير إدارة تقنية المعلومات) . برنامج اليسير . ع. 3. تم الاسترجاع في 29/1/2010. متاح من خلال http://informatics.gov.sa/details.php?id=22.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق